حال الدنيا

نهايات وبدايات

الخير شوار
01 جانفي 2021

في رواية «اسم الوردة» للراحل أمبرتو إيكو، وإضافة إلى «التيمة» الرئيسة التي تتحدّث عن لغز كتاب «الكوميديا» القاتل، تعيش شخصيات هاجس «القيامة» مع نهاية السنة الألف الأولى لميلاد المسيح.
إنه هاجس عاشه العالم الإسلامي قبل أكثر من أربعين سنة، مع نهاية القرن الرابع عشر الهجري، والذي تزامن مع أحداث غيّرت تاريخ المنطقة منها «الثورة الإسلامية» في إيران واعتداء جهيمان العتيبي، الذي حاول الاستيلاء على الحرم المكي في السنة نفسها (1979) معلنا ظهور المهدي المنتظر والذي لم يكن إلا خاله، وانتهت العملية وسط تكتم شديد بآلاف الضحايا.
ولأن هاجس الألفية تكرّر في العالم المسيحي مع نهاية الألفية الثانية للميلاد، يُفترض أن الهاجس نفسه يعيشه العالم الإسلامي عند نهاية كل مئة سنة هجرية.
ويبدو أن هاجس النهاية غير مرتبط بأتباع ديانات معيّنة دون غيرها، فكل الثقافات والمعتقدات، تركّز على «القيامة» وفق مواعيد وأرقام معيّنة، مثلما حدث مع شعب «المايا» في غابة الأمازون الذي أكد قبل سنين أن كتبه «السرية» تقول إن النهاية ستكون يوم 21 ديسمبر 2012، لكن ذلك التاريخ مرّ دون أن يحدث شيء، ومن المفترض أن المعتقد ذاك يكون قد تكيّف مع تاريخ جديد قد يتزامن مع هذا العام وقد يكون 21 ديسمبر 2021.
ولئن اكتفى البعض بالتوقّع ومحاولة وعظ الناس بالتخلي عن الأنانية والتحلي بالإيمان الصحيح، فإن أتباع بعض المذاهب الدينية المتطرفة حرّضوا على عمليات انتحار جماعي، مثلما حدث مع طائفة مسيحية قبل سنين في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأكيد، أن النهاية لابد منها، غير أنها ليست مرتبطة بتاريخ يحدّده البشر سلفا، ولا برقم «مشهور». ويبدو أن الأمر يرتبط بالدعاية والتهويل، لأسباب لا تتعلق بالدين، مثلما تتعلّق بأجندات سياسية لا يعلم حقيقة أصحابها إلا الله. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025